[37] فمنذ أن عاد ديفيد ليفينغستون إلى المنطقة عام 1858 في محاولة لتعزيز طرق التجارة، زادت المصالح البريطانية في موزمبيق مما أثار قلق الحكومة البرتغالية. ويذكر أن خلال القرن التاسع عشر، كان الكثير من دول شرق افريقيا تحت السيطرة البريطانية، ومن أجل تيسير ذلك، طالبت بريطانيا المستعمرة البرتغالية بعدة تنازلات. [39] ونتيجة لذلك عملت البرتغال على تعديل حدود متسعمرتها، و أُنشئت الحدود الجديدة لموزمبيق في شهر مايو عام 1881، وذلك في محاولة لتجنب نزاع بحري مع البحرية الملكية البريطانية المتفوقة. [37] وقد وقعت السيطرة على موزمبيق في يد منظمات مختلفة مثل: شركة موزمبيق، وشركة زامبيزي، وشركة نياسا التي تم تمويلها وتوفير العمالة الرخيصة لها من قبل الإمبراطورية البريطانية، وذلك للعمل في المناجم وبناء السكك الحديدية. [37] و توغلت هذه الشركات داخل البلاد من الساحل، وقامت بإنشاء المزارع، وفرض ضرائب على السكان المحليين الذين كانوا في ذلك الحين يقاومون زحف المستعمرين في البلاد. وفي عام 1895، تمت هزيمة إمبراطورية جازا( Gaza Empire) المقاومة للاستعمار، وهي مجموعة من قبائل السكان الأصليين الذين سكنوا المنطقة التي تشكل الآن موزمبيق وزيمبابوي.
كما زاد ضغط الأمم المتحدة على البرتغال للتحرك من أجل إنهاء الاستعمار، ولكن هددت البرتغال بالانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي، وذلك هو ما وضع حدا لهذا الدعم والضغط من قبل الأمم المتحدة، كما دفع الجماعات الوطنية في موزمبيق إلى اللجوء إلى الكتلة السوفيتية. دعم الاتحاد السوفيتي[عدل] اعتمد كلًا من الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية خلال الحرب الباردة وبخاصة في أواخر عام 1950، إستراتيجية خاصة تهدف إلى زعزعة استقرار القوى الغربية عن طريق إضعاف سيطرتهم في المستعمرات الأفريقية[43]، حيث يرى نيكيتا خروتشوف أن «ثلث البشرية النامية يمكن أن تكون وسيلة لإضعاف قوى الغرب». فإن الاتحاد السوفيتي يرى أن افريقيا تمثل فرصة لخلق صدع بين القوى الغربية وأصولها الاستعمارية، وإنشاء دول تؤيد الشيوعية في افريقيا لتعزيز العلاقات في المستقبل.
نشأت جبهة تحرير موزمبيق (FRELIMO (Frente de Libertação de Moçambique في أكبر مدينة في دولة تنزانيا المجاورة، وهي مدينة دار السلام في 25 يونيو 1962. وقد تشكلت هذه الجبهة خلال مؤتمر انعقد من قبل الشخصيات السياسية الذين اضطروا إلى السفر خارج البلاد بسبب النفي، [41] بالإضافة إلى مجموعات وطنية قائمة مثل: الاتحاد الوطني الأفريقي الموزمبيقي، والاتحاد الأفريقي الوطني لاستقلال موزمبيق والاتحاد الديمقراطي الوطني في موزمبيق، الذي كان تم تشكيله قبل عامين من إنشاء الجبهة. ولم يكن هناك مجال لإنشاء مثل هذه الحركات السياسية إلا في المنفى بسبب قوة سيطرة البرتغال على تحركات المنشقين داخل موزمبيق. [38] وبعد عام واحد من إنشائها، أي في عام 1963 أصبح مقر جبهة التحرير في دار السلام في تنزانيا ، تحت قيادة عالم الاجتماع إدواردو موندلين، وبدأت الجبهة دعوتها إلى الاستقلال عن البرتغال. [42] وبعد عامين من التنظيم والمناورات السياسية الفاشلة في محاولة للحصول على الاستقلال السلمي، بدأ موندلين في عام 1964 حملة من حرب العصابات في محاولة لتحقيق استقلال موزمبيق.
لقد قاتلوا في صراعات مسلحة، ومهما كان ما تعلموه سيتم استخدامه إذا كان يصب في مصلحة البلاد. [46] وقد تلقت العصابات المسلحة دروسًا في التخريب والحروب السياسية فضلًا عن المساعدات العسكرية، وتحديدًا شحنات صواريخ المدفعية طراز 122 ملم في عام 1972، [44] إلى جانب الاستعانة بنحو 1600 مستشار من روسيا وكوبا وألمانيا الشرقية. [47] واصل الاتحاد السوفيتي دعم حكومة جبهة تحرير موزمبيق الجديدة لمواجهة الثورة المضادة في السنوات التي تلت عام 1975.
وكانت تُسمى مقاطعة ما وراء البحار الموزمبيقية (Overseas Province of Mozambique). وعلى الرغم من ذلك ظلت البرتغال محتفظة بسيطرتها القوية على مقاطعتها فيما وراء البحار، ويعد ذلك من الأسباب التي ساعدت على نمو الروح الوطنية داخل موزمبيق، إلى جانب استقلال عدد من الدول الأفريقية بعد الحرب العالمية الثانية، وسوء معاملة الاستعمار للسكان الأصليين في موزمبيق. [37] وقد شهدت موزمبيق تفاوت كبير بين الأثرياء من البرتغاليين وغالبية السكان الأصليين من الأفارقة في المناطق الريفية الواسعة.